هل الشيخ أحمد ديدات أحدث الفتن الطائفية فى بلاد المسلمين دون قصد ؟
التاريخ: السبت 17 يونيو 2006
الموضوع: مقالات الموقع


 

إن الشيخ رحمه الله كان هدفه و جل همه الذى مات عليه ووصى به الأمة قبل رحيله هو الدفاع عن الإسلام بكل بسالة و شجاعة ضد حملات التنصير الشرسة التى تجتاح العالم الإسلامى .

يقول الأستاذ صفوت منصور فى مجلة الإصلاح الخليجية (  و لذلك مع الإخلاص فى النية و بذل الجهد قدر الإستطاعة تتحقق المعجزات و لو كانت جهود آحاد الأمة الإسلامية أو جمعيتها الإسلامية غير المدعومة من حكوماتها .... و من هؤلاء الأحاد فى أيامنا هذه , الداعية الكبير أحمد ديدات الذى نشط فى الآونه الأخيرة فى مواجهة حملات التنصير , و كشف زيف القساوسة و بهتانهم , وناظرهم و أفحمهم ... فإننى أقول ان الداعية المسلم أحمد ديدات بفعله العظيم ذلك , يقوم بواجب عن الأمة الاسلامية , تأثم ان هى غضت الطرف عنه , فجزاه الله عن الإسلام و المسلمين خيرًا ) ( نقلا عن "أحمد ديدات بين القرأن و الإنجيل " ص 14- 26)

 

إن أصحاب الفتنة الطائفية و الذين يشعلون فتيلها دائمًا هم من يجلسون خارج البلاد يسبون الإسلام و رسول الإسلام و يفرح لسبابهم رعاع النصارى  فى الدول العربية  !فكيف يقال عن الرجل الذى دعا الى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة و جاهد فى الله حق جهاده جهاد الشرفاء النبلاء و لم يخشى الا الله حتى أتاه اليقين أنه كان سببًا فى إشعال الفتنة الطائفية و لو حتى بدون قصد منه ؟ !لم يجلس الشيخ رحمه الله فى غرفة مغلقة كالفأر يخشى الأسود , يتطاول على الأديان و على الأنبياء كما يفعل لان بعض رجال الدين النصراني على برامج الحوار الالكتروني , ينفخون فى النار لكى يزداد لهيبها , و لكن عرفه العالم كله شجاعًا يجوب العالم و يدعوا أكابر الشخصيات و أعلمهم الى كلمة سواء ألا نعبد الا الله و لا نشرك به شيئًا, هز المنابر و المجامع بحجج الإسلام الباهرة فكان عليه رحمة الله أية قرأنية تمشى على الأرض , و هى قول الله تعالى  قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين  البقرة 111 .

 

 

و لقد كان للعلامة ديدات عليه رحمة الله الأثر الباقى الى ان يرث الله الأرض و من عليها و الذى لن ينساه المسلمون و لن يهمله التاريخ العالمى الصادق و المنصف بل و المتحزب !فاليوم مدرسته الدعوية رحمه الله فى كل بقاع المعمورة تنشر الإسلام بالحكمة و الموعظة الحسنة و تدفع بأس الظالمين المفترين على الإسلام بالحجة البالغة  .لقد كان رحمه الله يقول ) سوف يأتى بعد ديدات من هم أفضل من ديدات  ) !

 

 

فنحن بصدد شخصية تاريخية بكل المقاييس , عانى و جاهد من أجل قضية ( الدفاع أو الموت ( , و اذا نظرنا الى المقاييس التى يحكم بها علماء التاريخ على مدى تأثير الشخصية المتناول دراستها و الحكم عليها , لعلمنا أن الشيخ رحمه الله كان أسطورة تاريخية بكل المقاييس , استطاع أن يصدع بقضيته من بين غثاء المسلمين و يرغم المنصفيين من أهل الكفر على الإقرار بالحق , و يرد على أهل الإفتراءات بكل قوة رادعًا و ملزمًا إياهم بالوقوف عند قدرهم , بل أقر العديد من كبار النصارى بأنه رجل تحبه منذ أن تلقاه  !

 

 

فالسذج الذين يتشدقون و يتفوهون بالمصطلح ( السقيم ) الذى يعرف بالفتنة الطائفية , و الذين هم أجهل الناس بموضوع ( مخططات التنصير ) , هم فى الحقيقة لا يزالون فى نعاس طويل  !

 

 

* ديدات ليس المشكلة بل الحرية العرجاء ..

 

 

من خلال هذا العنوان يقول الأستاذ ممدوح الشيخ فى جريدة الدستور ( المصرية ) (  تكاد مناظرة الشيخ أحمد ديدات رحمه الله مع القس جيمى سواجارت تكون بداية شهرته الجماهيرية فى مصر عندما ظهر شريط الفيديو الخاص بها و أحدث ضجة جعلت بعض أكثر العلمانيين إثارة للجدل الصاخب حول قضية حرية التعبير و الرأى يطالبون بالمنع و المصادرة و الإدانة و لذلك يرى الكثيرون فى ذلك مفارقة , و قبل أن نتعرض لثقافة المناظرات ينبغى الكشف عن الجذور العميقة لهذا الموقف المتناقض , فعندما خلق الله أدم و حواء و أسكنهما الجنة أباح لهما الأكل من كل ثمارها عدا شجرة  واحدة ..... و عندما استزلهما الشيطان استخدم اسلوبى التزيين و تغير أسماء الأشياء دون أن يدعوهما مباشرة لمعصية الله ... و فى كل تصور شامل للعالم سواء كان دينًا أو مذهب أرضيًا هناك " شجرة محرمة " و فى الرؤية التنويرية العلمانية ( المزعومة ) يحتل " الدين " موقع الثمرة المحرمة و يتم إسكات صوته أو تأميمه أو هما معًا ... و لعل من الملاحظات الجديرة بالتوقف ان ديدات عاش تجربته فى المناظرة الدينية فى جنوب افريقيا و هى دولة كانت نخبتها السياسية أثناء نظام الفصل العنصرى السابق جزءًا من التشكيل الحضارى  الإنجلوسكسونى البروتستانتى المعروف برفضه العميق و الحاد لظاهرة الإلحاد فأمكن ديدات أن ينشئ مؤسسة دعوية و يجرى مناظراته و يطبع كتبه و يروجها فى كل أنحاء العالم دون أن يتهمه أحد بإثارة الفتنة الطائفية فى بلد يشكل المسلمون فيه أقلية عددية ( 2% ) ! , كما أن نسبة من مناظراته تمت فى لندن و هى العاصمة القديمة للتشكيل الحضارى الإنجلوسكسونى البروتستنتى و مناظرة أنيس شورش التى تولت قيادة هذا التشكيل شأن جيمى سواجارت ... المشكلة التى يحاول البعض إثارتها كلما ذكر ديدات سببها هشاشة المجتمع المصرى و النفاق  الذى تغرق فيه شرائح واسعة من النخبة السياسية , فالسجال السياسى أو حتى الطبقى علامة من علامات الحرية أما السجال العقائدى فثمرة محرمة لشجرة يتمنون لو تمكنوا من إجتثاثها , و على طريقة النظم الإستبدادية "  نحن ندافع عن خصوصيتنا الحضارية " ! , ومن معالم الخصوصية الحضارية أن تكون الحرية مكفولة لروائى أو مفكر ملحد يتطاول على ذات الله أو ينقض ثوابت الدين نقضًا متسترًا وراء أنه مسلم بالميلاد , فإذا ظهرت مناظرة لديدات أصبح فرسان الدفاع عن حرية الرأى قضاة بمحاكم التفتيش التنويرية و ظهرت أنياب الديمقراطية , و هو عيب خلقى انتقل من النظام للمجتمع فصارت أنيابه الديمقراطية تنهش بلا رحمة كل من تجرأ على الأكل من الثمرة المحرمة " الدين " أو دعا لإخراجه من المعتقل إلى ساحة الشأن العام ... و ثقافة المناظرات تعبير عن الإقتناع بضرورة وجود " الكلمة الفصل " فى الشأن العقائدى أما رفضها فهو من أعراض وباء تحويل وجهات النظر لأديان و التعايش معها دون شعور بتأنيب الضمير ..... المشكلة ليست فى ديدات بل فى المجتمع الهش المرعوب و الحرية العرجاء و الإقتناع بأن الدين شجرة محرمة يجب اقتلاعها من كل شأن عام حتى نصبح تنويريين ) ( جريدة الدستور المصرية العدد الثانى و العشرون بتاريخ 12 رجب 1426 هجرية الموافق 17 اغسطس 2005 ميلادية )جزا الله خيرا الأخ أبو عبيدة على كتابته لهذه المادة





أتى هذا المقال من موقع الشيخ أحمد ديدات - Sheikh Ahmed Deedat Web site
http://www.Ahmed-Deedat.net/wps

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.Ahmed-Deedat.net/wps/modules.php?name=News&file=article&sid=28